كم كان سروري عظيما حين قمت
بالسياحة في الاندلس واكتشفت اثناء زيارة مدينة قرطبة وجود ثلاثة تماثيل عند ثلاثة ابواب المدينة تمجد ثلاثة من ابناء المدينة العظماء وهم الفيلسوف الكبير ابن رشد والعالم والفقيه الكبير ابن حزم الاندلسي ورجل الدين اليهودي الهام والطبيب البارز والفيلسوف الكبير موسى بن ميمون. ومؤلف الكتاب الاهم في الديانة اليهودية دلائل الحائرين وهذا الكتاب اعاد فيه صياغة قواعد الديانة اليهودية جذريا وطهرها من الرواسب التاريخية
والاضافات مستعملا ادوات الفلسفة الاسلامية وتعتبره الديانة اليهودية اجماعا انه المؤسس الثاني لها بعد سيدنا النبي موسى بن عمران.
اما ابن رشد فهو الذي زود الحضارة الغربية بالاساس المعرفي والفلسفي لبناء الحضارة الغربية المعاصرة والتي رفضتها القوي الاسلامية المعاصره لابن رشد وقامت بحرق كتاباته.
ودوره التاسيسي هذا معترف به في الغرب.
اما ابن حزم الاندلسي فهو ابن قرطبة العظيم الثالث مؤسس المذهب الفقهي الظاهري الذي لم يحظى بالانتشار الواسع كما باقي المذاهب الاسلامية المعروفة ولكنه دخل التاريخ باعتباره مؤلف اهم كتاب في مفهوم المحبة في تاريخ البشرية واكثرها ترجمة ونشرا في جميع اللغات وهو كتاب طوق الحمامة في الالفة والايلاف.
ويكفي لاظهار عبقرية هذا الكتاب اقتباس اول جملة منه
” اعلم اعزك الله ان الحب اوله هزل واخره جد “
وهذا الكتب الصغير في الحجم العظيم في الاهمية متوافر على الانترنت مجانا وبعدة طبعات وترجمات.
واثار حضارة الاندلس تتجاوز الثقافة والفكر لتشمل مثلا الهندسية المعمارية والتي تعتبر قصر الحمراء في غرناطة اجمل بناء انساني وكذلك الموسيقى والزراعة وغيرها كثير.
خلدون حمادة
باريس
الخامس من يناير ٢٠٢٢